إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
خطبة الجمعة بعنوان ذكر الله
7293 مشاهدة
شكر النعمة يزيدها وإنكارها يسلبها

واعلموا -رحمكم الله- أن ربنا سبحانه أسبغ علينا نعمه، وأمرنا بأن نكون من الشاكرين، وأخبر بأن من شكره فإنه يزيده؛ يقول الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ فإذا شكرتم نعم الله تعالى فاعترفوا بها، اعترفوا بأنها من الله؛ ليس بحولنا ولا قولنا، ولا قوة لنا في إقرارها ولا في بقائها؛ بل هي من الله تعالى، واعترفوا بأنها لا تدل على كرامتنا، ولكنها ابتلاء وامتحان؛ ليظهر من يقر بها ومن يعمل بها، ويظهر من ينكرها ويجحدها ويكفرها.
فمن شكر فإنه يزيده الله تعالى من فضله، ويعطيه، ويسبغ عليه فضله، وأما من كفرها وجحدها فإنه حري أن يسلبها أحوج ما يكون إليها؛ ولذلك حكى الله تعالى عن نبيه سليمان -عليه السلام- لما تمت عليه النعمة؛ قال الله تعالى: فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ؛ يعني: أن الله تعالى إذا أعطاك نعمه فإن ذلك ليس لكرامتك، ولكنه ابتلاء، وامتحان، فإذا اعترفت بأن هذا فضل الله وأنه نعمته وحده، وأنه المتفضل عليك؛ حيث أعطاك ما لم يكن في حسبانك، ولم يكن في قدرتك؛ فاشكره على ذلك، واعترف بأنه محض فضله، وأنه أيضا ابتلاء وامتحان، فإذا شكرت الله فأبشر بأن هذه الخيرات يزيدها ربنا، ويكثرها، ويسبغها، ويديمها، ويزيد للشاكرين من فضله، وكذلك أيضا يثيبهم ويجزل أجرهم، ويوفقهم للأعمال الصالحة.